casagrana عضو جديد
عدد الرسائل : 5 العمر : 32 العمل/الترفيه : حفار القبور المزاج : منقلب حالتي اليوم : : السٌّمعَة : 1 نقاط : 28549 تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| موضوع: الصناعة التقليدية المغربية: حرفة عريقة يتعين تأهيلها لتكون في مستوى تحديات العولمة الإثنين 13 أبريل 2009, 06:32 | |
| الصناعة التقليدية المغربية: حرفة عريقة يتعين تأهيلها لتكون في مستوى تحديات العولمة (23/3/2009)
| بالرغم من أنه يمثل 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام ويساهم في إعالة ثلث الساكنة المغربية, فإن قطاع الصناعة التقليدية, أحد مجالات الإبداع المغربي دون منازع وأحد أعمدة النشاط الاقتصادي بالمملكة, يعيش أزمة خطيرة تهدد وجوده. |
ذلك أن قطاع الصناعة التقليدية المغربية, الذي يعد ثاني أكبر مشغل لليد العاملة بالمملكة بعد الفلاحة, يمر بفترة صعبة إلى درجة يتحدث فيها المهنيون عن قرب " اندثار مهارة متوارثة عبر قرون", وذلك بالنظر إلى الصعوبة التي أصبح يجدها في استقطاب يد عاملة شابة باتت تفضل مهنا أخرى تغري بمدخول أفضل. وبالرغم من هذه الأزمة, التي تجد مبررها, بالخصوص, في قلة اهتمام الزبناء التقليديين (المغاربة), فإن الفضل في بقاء العديد من الحرف التقليدية يرجع للزوار الأجانب الذين يقبلون على هذا المنتوج التقليدي المغربي بشغف كبير.
فهناك حوالي 350 ألف من الصناع التقليديين الذين يحافظون على هذا الموروث الثقافي المغربي من خلال نقل هذه المهارة التقليدية التي تشكل في حد ذاتها ثقافة قائمة الذات. ويعاني هؤلاء الصناع, الذين يشتغل أغلبهم في محلات ضيقة للغاية وبأدوات عتيقة, من ضغوط ناتجة عن تنامي السلع المستوردة والتي ستزداد استفحالا مع متطلبات العولمة وتطور العلاقات التجارية الدولية. ويتفق المهنيون والمسؤولون على حد سواء, على ضرورة تأهيل هذا القطاع, وأساسا صناعة المنتوج التقليدي, التي تضم 70 حرفة تحقق 800 مليون درهم من حجم الصادرات.
يقول السيد عبد الإلاه حريكي رئيس تجمع الصناع الخزفيين إن " المنتوجات التقليدية العريقة لا تتطلب التأهيل فقط, بل تستدعي أيضا النهوض بها وجعلها قادرة على المنافسة على المستوى الدولي". وأكد أن " السياق الحالي للعولمة يحتم علينا اعتماد الجودة الأمر الذي يتطلب تحسين وسائل الإنتاج دون المس بالطابع التقليدي للمنتوج", مشيرا إلى أن المستهلكين المغاربة والأجانب يريدون منتوجا أصيلا يحمل بصمات الصانع التقليدي المغربي. وأوضح أن تحسين وسائل الإنتاج ووضع نظام للتمويل يتلاءم وحاجيات القطاع وتخفيض أسعار المواد الأولية والتكوين تعد إجراءات كفيلة بإضفاء قيمة أكبر على منتوج الصناعة التقليدية وضمان استمراريته.
وأضاف السيد حريكي أن الزبناء كانوا ,خلال المعرض الدولي الأخير الذي نظم بمدينة ليون الفرنسية ( من 18 إلى 28 مارس الماضي), صارمين في ما يتعلق بأشكال الصناعة الخزفية, موضحا أن هذه الحرفة تعد فنا يعرف تطورا مضطردا. وأبرز أن " الصناعة الخزفية التونسية التي قلدت نموذج خزف مدينة آسفي لكنها غيرت الأشكال, كانت مطلوبة خلال هذا المعرض". وأشار من جانب آخر, الى الاهتمام الذي توليه الدولة التونسية للقطاع ومختلف التسهيلات التي يستفيد منها, موضحا أن الصناعة التقليدية تعد من بين النقاط الأساسية ضمن الاتفاقيات التي توقعها تونس مع البلدان الأخرى.
واعتبر السيد محمد فنان , صانع تقليدي في المشغولات الحديدية, أن الأمر يتعلق بالخصوص, بالحفاظ على نقل حرفة " في طريقها للاندثار", ومن ثم الحاجة إلى فتح مراكز للتكوين تسمح بنقل هذه الحرفة عبر الأجيال وبالتالي تفادي اندثارها. وأوضح السيد محمد فنان أن العديد من ورشات الصناعة التقليدية لا تستطيع أداء أجور الصناع وأن المرحلة التي يكثر فيها الانتاج تكون ما بين شهر ماي وشتنبر داعيا إلى اتخاذ مبادرات ( وصلات إشهارية ,تضاهرات مختلفة ) للتعريف بها سواء لدى الجمهور المغربي أو لدى الأجانب ومد جسور التواصل بين المهنيين وتأهيل منتوجات الصناعة التقليدية حتى تتمكن من فرض نفسها في الأسواق العالمية.
وأكد السيد فنان, الذي تحول منذ 10 سنوات إلى المشغولات الحديدية, أن الطلب يفوق في غالب الأحيان القدرات الانتاجية للورشات مشددا على ضرورة مساعدة الصناع التقليديين على تحسين طرق تسيير الورشات وتطوير وسائل الانتاج من أجل تلبية الطلبات المتزايدة خصوصا من قبل الأجانب وضمان جودة المنتوج والخدمات. أما الحاجة رحمة التي تشتغل منذ حوالي 64 سنة في صناعة الزربية التقليدية فأكدت, بتأثر بالغ, تعلقها بهذه الحرفة التي اعتبرتها واحدة من الفنون المغربية الجميلة والأصيلة.
وقالت إنه "إذا كان البعض يعتبر حياكة الزربية المغربية أقل مردودية من الناحية الاقتصادية فإنها بالنسبة لي عملا ممتعا يتعين حمايته ودعمه وتطويره لا سيما وأن الزربية المغربية تلقى إقبالا كبيرا من قبل المستهلك الأوروبي". واعتبر مستهلكون أن حل الأزمة التي يعرفها القطاع يمر بالضرورة عبر كسب ثقة الزبناء من خلال توفير الجودة وبثمن مناسب. وفي هذا الصدد تقول السيدة نوال إن الصناع التقليديين الذين ينتجون منتوجات جيدة بأثمان تنافسية هم وحدهم الذين سيتمكنون من فرض منتوجاتهم في السوق الدولية.
وأكد مدير الصيانة بوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي السيد محمد الصعري أن الصناعة التقليدية بكل أصنافها تشكل قوة اقتصادية مهمة حيث تساهم ب19 في المائة في الناتج الداخلي الخام,وتمثل مصدر عيش ثلث الساكنة المغربية كما أنها ثاني أكبر قطاع مشغل لليد العاملة بعد الفلاحة. وذكر السيد الصعري بأن الحرف بالمغرب, كانت قبل الحماية, تساهم في ضمان دينامية اقتصادية ونوع من التكافل الإجتماعي إلا أن السلطات الاستعمارية إبان لحماية منحت قطاع الصناعة التقليدية صبغة ثقافية وحالت بالتالي دون بروزه كصناعة قائمة الذات.
وقال إن تطوير المهن التي تساهم في خلق العديد من فرص الشغل يشكل عاملا مهما يضفي دينامية على مجموع مكونات الاقتصاد وأن الحرف لا زالت تمثل بالنسبة للعديد من الأسر في العالم القروي مصدر دخل إضافي مشيرا إلى أن قطاع الصناعة التقليدية يعتبر العمود الفقري للمجتمع الألماني والصناعة الأولى بفرنسا. واعتبر السيد الصعري أن الحرف الصغرى تمثل قوة وقائية للاقتصاد من الأزمات موضحا أن أهمية هذه الحرف الصغرى تظهر بشكل كبير في حالة أندونيسيا حيث كانت أزمة مالية ( سنة 1998 ) كافية لتقويض ثلاثين سنة من النمو لا لسبب إلا لأن الدولة أهملت الحرف الصغرى وما يمكن أن تلعبه من دور وقائي. |
| |
|