منتـدى ثـانـوية امـزورن الـتـأهيلية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتـدى ثـانـوية امـزورن الـتـأهيلية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتـدى ثـانـوية امـزورن الـتـأهيلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـدى ثـانـوية امـزورن الـتـأهيلية




 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحاسة البصرية وحروفها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
VOLTAIRE
مدير المنتدى
مدير المنتدى
VOLTAIRE


ذكر
عدد الرسائل : 351
العمر : 34
الموقع : www.Lycee-imzouren.com
العمل/الترفيه : تلميذ-فيلسوف مبتدئ
المزاج : دائم الابتسامة
حالتي اليوم : : الحاسة البصرية وحروفها 2210
السٌّمعَة : 9
نقاط : 30635
تاريخ التسجيل : 03/09/2008

الحاسة البصرية وحروفها Empty
مُساهمةموضوع: الحاسة البصرية وحروفها   الحاسة البصرية وحروفها Icon_minitimeالأحد 05 أبريل 2009, 17:32

الحاسة البصرية وحروفها 5232


الحاسة البصرية وحروفها 5231

الحاسة البصرية وحروفها W6w20050413221213650ea1636
الحاسة البصرية وحروفها Heart_54


الحاسة البصرية وحروفها




الحاسة البصرية وحروفها 140697823436537260


الحاسة البصرية:‏

آلتها العين. وهي مكونة من عدسة بلورية ونسيج عصبي حساس، هو الشبكة ولئن كانت ظاهرة الإبصار تنطبق عليها قوانين الانعكاس الفيزيائية ، فإنه ثبت مؤخراً أن عملية الإبصار هي عملية كيميائية بحتة تحصل في طبقات العين.‏

تدرك العين أشكال الأشياء وخصائصها الهندسية من عمق وبروز وأبعاد . ولا تتأثر العين البشرية إلا بالموجات الضوئية التي يتراوح طولها بين 390-670 ميلليميكرون، وعدد ذبذباتها بين (395و756) تريليون ذبذبة في الثانية.‏

الحروف البصرية :‏

الألف . الواو. الياء. الباء . الجيم . السين . الشين. الطاء. الظاء. الغين الفاء . وما أكثرها.‏

يلاحظ أن حروف اللين الثلاثة (الألف . الواو . الياء) ، هي جميعاً من زمرة الحروف البصرية والعربي لم يعط هذه الحروف الغابية إلا القليل من الأهمية، من حيث عدم عنايته بالتلفظ بها، لتكون بذلك أقلَّ وضوحاً في الجرْس وظهوراً في السمع من أصوات الحروف الساكنة .‏

ولقد استتبع ذلك إهمال رسمها في الأشكال القديمة للكتابة العربية ، كشأنها في بقية اللغات السامية (الحرف العربي والشخصية العربية ص4. كما عمل العربي على إماتة هذه الحروف في ألفاظه . وذلك بتحويلها إلى حركات مدّية تارة، وبالاستعاضة عنها بحروف صامتة تارات أخر، ولاسيما بالهمزة والحروف الحلقية، على ما أكده العلايلي في مقدمته.‏

1- الألف المهموزة:‏

للألف صورتان صوتيتان : الألف المهموزة ، والألف اللينة.‏

فالألف إذا وقعت في أول اللفظة كانت مهموزة ، وتسمى الهمزة.‏

أ- الهمزة / يقول عنها العلايلي:" إنها للدلالة على الجوفية، وعلى ما هو وعاء للمعنى، وعلى الصفة تصير طبعاً ". تعريف مبهم.‏

هي حرف شديد يحصل صوتها بانطباق فتحة المزمار وانفراجه الفجائي قبل ان يصل النفَس إلى الحنجرة. فلذلك لا يهتز معه الوتران الصوتيان، ولا تعتبر بالتالي حرفا مجهوراً ولا مهموساً. والهمزة في رأي الدكتور ابراهيم أنيس في كتابه الأصوات اللغوية، ليست من الأحرف الحلقية خلافاً لما أجمع عليه علماء اللغة العربية. وهو رأي جدير بالاعتبار.‏

وصوت الهمزة في أول اللفظة يضاهي نتوءاً في الطبيعة.. وهو يأخذ في هذا الموقع صورة البروز كمن يقف فوق مكان مرتفع ، فيلفت الانتباه كهاء التنبيه. ولكن بفرق انَّ الهاء شعورية والهمزة بصرية . والصورة البصرية تتصف بالحضور والوضوح والعيانية.‏

لذلك بدأت الضمائر المنفصلة للمتكلم والمخاطب بالهمزة : (أنا. أنت. أنتم. أنتن..) ولا أشدَّ حضوراً وعيانا . ولتبدأ الضمائر المنفصلة للغائب بالهاء: (:هو. هما. هم) لعدم الحضور.‏

كما بدأت الألوان الطبيعية بالهمزة: أبيض. أسود. أحمر. أخضر.... لا أوضح ألوانا ولا أظهر. فلا يقال أسود قليلا، أو أبيض كثيرا لعدم اللزوم، إذ إن الذي يتحمل القلة والكثرة هو اللون ذاته ، فيقال قليل السواد أو البياض وكثيرهما.‏

كما جُعلت الهمزة من حروف التعدية ، إذ إنها تمنح الفعل اللازم (القاصر أصلا) مرتقى يسهل معه التعدي على الأسماء. فمن كَرُمَ الرجل أكرمه ، ومن عُلِم وصَلُح أعلمه وأصلحه.‏

لابل قد تحيل الهمزة المعنى إلى نقيضه أحياناً ، كما في:‏

مرس حبلُ البكرة (خرج عن البكرة) . وأمرس حبل البكرة (أعاده إلى البكرة) وكما في شعب الشيء (تفرق) وأشعب الشيء ( أصلح صدعه) وذلك كثيرٌ في اللغة العربية.‏

أما الهمزة في وسط الكلمة أو في آخرها، فلا تأثير لها يذكر في معانيها وإن ظلَّت توحي للسامع بالبروز والنتوء كما في (سأل. جأر. يدأب. يسأم. ذئب. بؤبؤ).‏

وبالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وثمانية وسبعين مصدراً تبدأ بالألف المهموزة، لم أجد بين معانيها وبين الإيحاءات الصوتية للهمزة رابطة حسية صريحة. فلقد كانت هذه المعاني تتأثر في الغالب بصوت أحد الحرفين الباقيين ولاسيما الأخير منهما . فالفعالية مثلاً في معنى أرّ النار (أوقدها) ، تعود للراء وفي أحّ (سعل وتنحنح) للحاء ، وفي أحن (حقد)) ، للنون والحاء ، وفي أرن (نشط وفرح) للنون والراء. وفي أطم الهودج (ستره) للميم. وفي أَتَم بالمكان وأَتَن به (أقام وثبت) للميم والنون. وفي أبَشَ الشيء جمعه) للشين. والهمزة في هذه المصادر للظهور.‏

ولقد توقعت أن تكون معظم الأفعال التي تبدأ بالهمزة متعدية ، بدعوى أن الهمزة تمنح الفاعل مرتقى يسهل معه الاعتداء على غيره على مثال ما لحظنا ذلك في همزة التعدية.‏

ولكن الواقع خيَّب توقعاتي . فمن مئة وخمسة وخمسين فعلا، كان منها تسعة وثمانون فعلا لازماً، وستة وستون فعلاً متعدياً فقط. وكان منها أثنا عشر فعلا يقبل اللزوم والتعدية. كما لم تلتزم الهمزة بطبقتها البصرية ، فكان ثمة ستة مصادر للأصوات وعشرون للمشاعر. وسأعود إلى هذه الظاهرة في دراسة الأحرف الشعورية.‏

وهذا يدل على أن العربي لم يول إيحاءات الشدة والبروز في صوت الهمزة أي اعتبار بمعرض التأثير في الأفعال، لا من حيث معانيها كما أسلفت ، ولا من حيث اللزوم والتعدية أو من حيث الالتزام بالطبقة الحسية.‏

2- الألف اللينة‏

لينة جوفية معناها في السامية القديمة (الثور، وشكلها يشبه صورة رأسه. الأصوات اللغوية للدكتور أنيس ص 94). أما رسمها في السريانية فيشبه صورة الإنسان (المجلد الأول للأرسوزي ص 371).‏

وقيل في الألف المهموزة إنها الحرف الأول من اسم النبي العربي (إدريس)، قد وضعت في أول كل من جدولي الحروف الهجائية والأبجدية. وذلك تكريماً له، وإشارة إلى أنه هو أول من نقل الحروف العربية من مجرد أصوات إلى حروف مكتوبة . فكان هذا النبي العربي بذلك إذا صحت هذه الرواية، هو المعلم العربي الأول الذي علَّم العرب فن الكتابة. ولكن الأصح فيما أرى ان اسمه مشتق من الدراسة والتدريس، فكان لقباً له قد غلب على اسمه . وهكذا لاشك في أن الكثير من الأنبياء العرب ممن لم تصلنا أسماؤهم قد أسهموا في تهذيب أصوات الحروف العربية ومعانيها على مثال ما فعل النبي إدريس.‏

إن الألف اللينة التي تقع في أواسط المصادر أو أواخرها ، يقتصر تأثيرها في معانيها على إضفاء خاصية الامتداد عليها في المكان أو الزمان . كما في (باب- سماء- كافة- إلى - على....).‏

على أن للألف اللينة كل الأهمية في معاني حروف المعاني كما سيأتي في الدراسة اللاحقة (حروف المعاني بين الأصالة والحداثة ).‏

3- الواو:‏

لينة جوفية هي (للفعالية) كما يقول الارسوزي، و (للانفعال المؤثر في الظواهر) كما يقول العلايلي. وهذان التعريفان قريبان من الواقع. إلا أن تعريف الارسوزي هو الأدق.‏

كما أن صوت الواو الحاصل من تدافع الهواء في الفم يوحي بالبعد إلى الأمام . وإذن ما رأي المعاجم اللغوية في الخصائص الصوتية المسندة إلى هذا الحرف؟.‏

بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثلاثمئة وخمسة عشر مصدراً تبدأ بالواو، لم أجد بين معانيها وبين الإيحاءات الصوتية للواو رابطة واضحة. ولقد كانت الفعالية في معانيها تعود إلى الحرفين الباقيين، ولاسيما الأخير منهما، كما لُحِظ ذلك في حرف الهمزة.‏

فالفعالية في معنى وأمه (وافقه) للميم. وفي وبص البرق (لمع وبرق) للباء والصاد. وفي وتد (ثبت) للدال. وفي الوحل (الطين الرقيق) للحاء واللام. وفي الوخم (تعفن الهواء ) للخاء. وفي ورَع (تحرَّج عن المحارم) للعين. وفي وسل (رغب وتقرب) للام. وفي وسِن " اخذ في النُّعاس" للنون . وفي وشج الشيء(تداخل وتشابك والتف) للشين. وفي وصَّ العمل ( أحكمه) للصاد . وفي وطد (رسا وثبت) للدال. وفي وعك الحرُّ (اشتد) للعين والكاف. وفي وغرت الهاجرة (رمضت واشتد حرها ) للراء. وفي وقح حافر الدابة (صلب) للقاف. وفي وكحه برجله (وطئه بها وطئاً شديداً ) للكاف....‏

وبمقارنة الألفاظ التي تبدأ بالهمزة مع الألفاظ التي تبدأ بالواو عُثِر على ثلاثين لفظة شقيقة في حروفها ومعانيها . منها.‏

أبش (جمع) وبَّش للحرب (جمع لها) الأتاد (حبل تضبط به رجل البقرة عند الحلب)، الوتد.‏

أتم وأتن بالمكان ( أقام به) ، وتم ووتن بالمكان ( أقام به) . أحّد الشيء وحّده . أَحِنَ (حقد) ، وَحِنَ (حقد). أزم على شفتيه (عض شديدا) ، وزم (عضّ خفيفياً). أطم الهودج (ستره). وطم الستر (أرخاه). أفِد (دنا واقترب )، ، وفد (قدِم) ، أصر ، وصر.‏

فهذه الحروف الغابية قد اقتصرت وظائف أصواتها على الإيحاء بالاتجاهات الثلاثة ( الألف اللينة إلى الأعلى، والواو إلى الأمام ، والياء إلى الأسفل )، من دون أن توحي بأي إحساس حسي آخر، أو بأية مشاعر إنسانية معينة.‏

ونظراً لكثرة استعمال هذه الحروف في تلك المرحلة مترافقة مع مختلف الحركات الجسدية، فقد عمل العربي في المرحلة الرعوية بصورة خاصة على إماتة الكثير منها من ألفاظه المتداولة ، وذلك تخليصاً للسانه من لغوها، فاستعاض عنها بحروف أقل لغوا وأكثر إيحاء بمختلف الأحاسيس الحسية والمشاعر الإنسانية، ولاسيما الهمزة والحروف الحلقية كما ذكر العلايلي ، وكما لوحِظ ذلك آنفاً.‏

ولا شك في أنَّ بقاء الألفاظ المماتة والبديلة معاً حتى تدوين اللغة العربية في صدر الإسلام يرجع إلى أن بعض القبائل كان أكثر تطوراً من بعضها الآخر، فأخذ علماء اللغة اللفظين معاً على انهما أصليان. أما الاستعاضة عن (الألف والواو والياء) بالفتحة والضمة والكسرة فلم تكن لإماتتها كما زعم (العلايلي) في مقدمته (ص50) وإنما لتطويرها والخلاص من غوغائيتها كما جاء في الحرف العربي والشخصية العربية (ص128) وما بعدها.‏

4- الياء:‏
لينة جوفية . يشبه شكلها في السريانية صورة اليد. يقول عنها العلايلي: إنها (للانفعال المؤثر في البواطن). وهو قريب من الواقع ولكنه قاصر.‏

صوت هذا الحرف يوحي بصور بصرية تختلف إلى حدٍّ ما بحسب مواقعه من اللفظة:




يتبــــــــــع :

الحاسة البصرية وحروفها 5234

الحاسة البصرية وحروفها 5241
الحاسة البصرية وحروفها W6w_w6w_20050429065852387239f88
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lycee-imzouren.ahlamontada.net
VOLTAIRE
مدير المنتدى
مدير المنتدى
VOLTAIRE


ذكر
عدد الرسائل : 351
العمر : 34
الموقع : www.Lycee-imzouren.com
العمل/الترفيه : تلميذ-فيلسوف مبتدئ
المزاج : دائم الابتسامة
حالتي اليوم : : الحاسة البصرية وحروفها 2210
السٌّمعَة : 9
نقاط : 30635
تاريخ التسجيل : 03/09/2008

الحاسة البصرية وحروفها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحاسة البصرية وحروفها   الحاسة البصرية وحروفها Icon_minitimeالأحد 05 أبريل 2009, 17:33

الحاسة البصرية وحروفها E8f588c80did2

أ- في أول الكلمة:‏

يبدو صوت الياء هنا كأنه يصعد من حفرة بشيء من المشقة والجهد . لذلك قلّت الأفعال التي تبدأ بهذا الحرف ومعظمها من الأفعال اللازمة. فالأفعال التي تبدأ بالياء يصعب عليها من هذا المكان الصوتي الخفيض أن تعتدي على أحد.‏

وبالرجوع إلى المعجم الوسيط لم أعثر إلا على واحد وثلاثين مصدراً تبدأ بالياء. كان منها اثنان وعشرون فعلاً . خمسة منها أفعال متعدية . هي.‏
يبّبه (جعله يبابا أي خرابا والتعدية هنا جاءت بتشديد عين الفعل). أيدع الحجّ على نفسه (أوجبه والتعدية هنا بفعل الهمزة في أول الفعل). يداه ( أصاب يده). يفخه (أصاب يافوخه، أي ضربه). ياومه (عامله واستأجره باليوم). وهكذا فإن تعدية هذه الأفعال مصطنعة غير أصلية.‏

ب- في وسط الكلمة :‏

تختلف إيحاءات صوت الياء في هذا الموقع تبعاً لحركتها وحركة ما قبلها.‏

فإذا كانت متحركة بالفتح وما قبلها فتحة أخذ صوت الياء صورة المطبّ الهوائي الصغير يعترض مسار طائرة: طيران . حيدان . غثيان..... أما إذا كانت الياء ساكنة وما قبلها متحرك بالفتح، فان صوتها يأخذ صورة الحفرة أو حفنة اليد.‏

وهو يصلح أن يكون مقرا للمعنى، على مثال ما تصلح الحفرة على سطح الأرض أو في باطن اليد أن تكون مقرا ومستقراً للماء أو الأشياء: بَيْت. عَيْب. سَيْل. عَيْن. دَيْن. غَيْظ. لَيْل. فَيْض.‏

والأسماء المصغرة لا تخرج ياؤها الساكنة المفتوح ما قبلها عن هذه الإيحاءات.(رجل، رُجيل شاعر، شُويعر نهر، نُهير) . وكأنَّ الاسم مع ياء التصغير هذه قد وقع في حفرة فلم يبدُ منه إلا أقلُّه.‏
وإذا تحرك ما قبل الياء الساكنة بالكسر ، فإنها تعطينا صورة الحفرة العميقة والوادي السحيق (كريم ، فهيم . فقيه. نبيء. لئيم)، لتشف الياء في هذه الحالة عما في صميم الإنسان أو الأشياء من الخصائص المتأصلة فيها. فالكريم هو الذي تفجَّرت ينابيع الكرم في صميمه ، ليس كرمه طارئاً ولا مصادفة موقف. وكذلك الأمر مع العليم والتعيس والجميل والقبيح والسعيد والحقير...‏

جـ - في آخر الأسماء.‏

لا تخرج إيحاءات صوتها هنا عنه في وسط الكلمة: (قويّ. دويّ. شقيّ. أبيّ. تقيّ. سويّ . رضيّ. نقيّ. غبيّ...) . وحرف الجر (في) يوحي بصورة الحفرة أيضاً.‏

وهكذا الأمر معها في إضافتها إلى الأسماء في النسبة: (كنيسة ، كنسيّ. علم. علميّ. مدينة / مدنيّ....).‏

والياء في مختلف وظائفها الصرفية، سواء بإلحاقها بالمثنىّ أو جمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر، لاتخرج في إيحاءاتها عما ذُكر عنها من حيث استكانة هذه الأسماء في حفرها الصوتية لفعل الاعتداء . ولا فرق في ان يقع الفعل مباشرة من فاعل ، أو بصورة غير مباشرة بالإضافة أو بحروف الجر. كما في : (أكل التفاحتين ، كسب ثقة السامعين ، فاز على المتسابقين..).‏

والياء ، على الرغم من توافق وظائفها الصرفية آنفة الذكر مع خصائصها الصوتية ، فلم يكن لهذه الخصائص أي تأثير في معاني المصادر التي تبدأ بها. كما أنَّها لم تلتزم بطبقتها البصرية . فكان ثمة مصدران للسمعية . هما:‏

يأيأ بالقوم (دعاهم لضيافة أو غيرها). يعرت الشاة (صاحت).‏
وكان ثمة مصدران للمشاعر الإنسانية . هما:‏

يئس. يرِع (جَبُن).‏

ولم أجد للمرئيات سوى مصدر واحد. هو: اليلق (الأبيض من كل شيء).‏

في الخلاصة:‏

ومما سبق يتضح أن العربي الذي لم يعط حروف اللين إلا القليل من اهتمامه قد استمر على تجاهلها بمعرض التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وحاجاته ومعانيه. وذلك لأن أصوات هذه الحروف اللينة ، أو الجوفية ، أو الهوائية، أو الصائتة كما يسمونها ، إنما هي بالفعل أسماء على مسميات..‏

ولولا واقعة التمويج في أصواتها لكانت خلُوّاً من أي إحساس على الإطلاق.‏

ولعل الشاعر الفرنسي (رامبو)، إحساساً منه بمثل هذا الفراغ الحسي والشعوري في صوت حرف ( أو ) في اللغة الفرنسية ، الذي يقابله حرف (الواو) في اللغة العربية، قال عنه: إنه يوحي باللون الأسود . وذلك لأن صوته في الفرنسية معدوم الإيحاءات الحسية والشعورية.‏

5- حرف الباء:‏

مجهور شديد. يشبه شكله في السريانية صورة البيت. يقول عنه العلايلي: إنه (لبلوغ المعنى، وللقوام الصلب بالتفعل). ويقول عنه الأرسوزي: إنه (يوحي بالانبثاق والظهور). تعريف الأرسوزي أدق ولكنه قاصر.‏

وعلى الرغم من بساطة صوت هذا الحرف، فهو متعدد الوظائف والخصائص الصوتية . بعضها إيمائي تمثيليّ ، وبعضها الآخر إيحائي.‏

فإذا لفظ هذا الحرف منفرداً ممدود الصوت (با) كما كان يلفظ في مرحلة أصوات الحروف ، لم نجد ما هو أصلح منه لتمثيل الأشياء والأحداث التي تنطوي معانيها على الاتساع والضخامة والارتفاع ، بما يحاكي واقعه انفتاح الفم على مداه عند خروج صوته من بين الشفتين (باب)، وظيفة تمثيلية.‏
وإذا لفظ في مقدمة اللفظة دونما مدّ فبحكم خروج صوته من انفراج الشفتين بعد انطباقهما على بعضها بعضا، هو أصلح ما يكون لتمثيل الأحداث التي تنطوي معانيها على الانبثاق والظهور والسيلان، بما يحاكي واقعة انبثاق صوته من بين الشفتين إيماءً وتمثيلاً، وليس من الصميم كالنون إيحاء.‏

ولكن بحكم انفجاره الصوتي بانفراج الشفتين سريعاً بعد ضمَّة شديدة، فهو أوحى ما يكون بمعاني البعج والحفر ، والقطع والشق، والتحطيم والتبديد، والمفاجأة والشِّدة، وذلك (حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث)، وظيفة إيحائية.‏

فما نصيب هذه الخصائص الصوتية غابيّها وزارعيّها ورعويّها في معاني المصادر التي تبدأ بحرف الباء؟ . فقد تعود أصول نشأته إلى الغابية أو الزراعية ولكنه لم يستوف مقومات شخصيته إلاّ في المرحلة الرعوية.‏

بالرجوع إلى المعجم الوسيط، عثرت على مئتين واثنين وتسعين مصدراً جذراً تبدأ بالباء. كان منها تسعة وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الاتساع والامتلاء والعلو ماديّاً ومعنويا، بما يحاكي انفتاح الفم على مداه عند خروج صوت الباء منفردا ممدودا. منها:‏

البأج (الغلام السمين). البجباج (السمين الغليظ). الببُّ (الغلام السمين). بجل (ضخم جسمه وعظم). بخدج في مشيه (فرشخ رجليه وباعد بينهما). برطم (انتفخ غيظاً وأدلى شفتيه). بلخ( تكبر وجرؤ على الفجور). بدن (سمن وضخم). بذخ الجبل (علا فبان) برج (ارتفع) . بسط الشيء (نشره). بسق (تم ارتفاعه) بشم من الطعام (أتخم).بضَّ البدن (امتلأ ونضُر). باك البعير (سمن) . تبلخص (غلظ وكثر لحمه).‏

وكان منها سبعة وأربعون مصدراً تدل معانيها على الانبثاق والظهور والانفراج، بما يحاكي خروج صوت الباء من بين الشفتين بعد انطباق وانفراج . منها :‏

بجس الماء (انفجر). بدا . بدر. بدح بالسر (باح به). برز (ظهر بعد خفاء). برق (بدا) . بسر (أظهر العبوس) بسم انفرجت شفتاه عن ثناياه). بصر. بصق . بصّ (لمع وتلألأ). بصع الماء (رشح) بعّ الماء (صبّه في سعة) بزغ النجم (ظهر)، بزق (بصق) .بزل الناب (طلع). بغشت السماء ( أمطرت). بقل الشيء (ظهر). بلج الصبح (أسفر). بلق الباب (فتحه كلَّه). باح (ظهر).‏

وكان منها ثلاثة وخمسون مصدرا تتوزع معانيها بين الحفر والشق والبعج والقطع والشدة، بما يتوافق مع صدى صوته الانفجاري في النفس. منها:‏
بأر (حفر حفرة) . بتّ الشيء وبتره، وبتعه، وبتكه، وبتله، وبركعه ، وبرشق اللحم، وبشقه وبضعه، جميعها بمعنى (قطعه). بجّ الشيء وبذحه، وبعج البطن وبقره ، وبحر الأرض، بمعنى (شقّها). بحث الأرض (حفرها وطلب الشيء فيها).بخص عينه (فقأها) . بدهه وبغته (فاجأه) . بذم (قوي ومتُنَ).بأش فلانا (صرعه بغتة) بعط الحيوان (ذبحه). بكّ الشيء (هشمه ومزّقه) . باغ (ثار وهاج) . بهس (جرؤ وشجع).‏

وكان منها ستة عشر مصدراً تدل معانيها على البعثرة والتبديد بما يحاكي بعثرة النفَس بعد خروج صوته. هي:‏

بثّ الشيء ، وبدّه، وبدّده وبرقطه، وبسّه ، وبلبل المتاع، جميعها بمعنى (فرقّه). بحثر الشيء، وبعثره، وباثه بوثا، وبعزقه، جميعها بمعنى (بدَّده وفرَّقه).ابزعرّ القوم وابزقرُّوا (تفرقوا). . بزر الحب (نثره في الأرض).بكش العقدة (حلّها . بذر الحب (القاه في الأرض للزراعة).‏

وهكذا بلغت نسبة المصادر التي تأثرت معانيها بالخصائص التمثيلية لحرف الباء (35%).‏

لتبلغ نسبة ما تأثر منها بالخصائص الإيحائية في صوته (18%)، بما مجموعه (53%).‏

وهذه النسبة لا تؤهله للانتماء إلى الحروف القوية الشخصية، لولا أن معاني المصادر التي تبدأ به قد بقيت عند حدود الطبقة البصرية لم تتجاوزها إلا في ثلاثة للسمعية. بما يتوافق مع طبيعة صوت الباء والحروف المرافقة له. هي:‏

بغمت الظبية (صوّتت). بعبع الماء (صوَّت حين يخرج من الإناء) ، بقبقت القدر (سمع صوت غليانها)، وذلك بشفاعة حرفي (القاف) الصوتية و (العين) الشعورية.‏

كما تجاوزها في ثلاثة للمشاعر الانسانية : هي بغضه. بهته (حيّره وأدهشه). بهج (فرح وسُرّ)، وذلك بشفاعة حرفي (الضاد والهاء) الشعوريين.وهذا يقطع بصحة انتماء حرف الباء إلى الطبقة البصرية.‏

ولقد لوحظ عدم وجود حرف الباء في أول أي لفظة تبدأ بحرف الميم، على غرار ما سبق وتبين لنا عدم وجود حرف (الراء) في أول أي لفظة تبدأ بحرف (اللام). فحرف (الباء) للانبثاق والانفراج والاتساع والشق، بما يحاكي انفراج الشفتين عند التلفظ به. وحرف الميم للانضمام والانجماع، بما يحاكي انضمام الشفتين وانغلاقهما عند التلفظ به. فيبدو أنَّ العربي لم يجد من الذوق الفني السليم أن يبدأ ألفاظه بالساكن لينتهي بالمتحرك، وان كان استساغ العكس كما لحظنا ذلك في حرفي (اللام والراء)، فكان ثمة ألفاظ كثيرة تبدأ بالباء وتنتهي بالميم بعد فاصل من الحروف كما في (بلم، بشم ، بكم ، بسم، برم ، بصم، بغم...). ، أما العكس فلا.‏

6- حرف الجيم:‏

مجهور. معناه في اللغة العربية (الجمل الهائج) . يشبه رسمه في السريانية صورة الجمل. قال عنه العلايلي:إنه (للعظم مطلقا) . وهو صحيح ولكنه قاصر ويعتبره الدكتور كمال محمد بشير من الأصوات المركبة انفجاري - احتكاكي).‏

وقبل أن نتحدث عن إيحاءاته الحسية ، يجدر بنا أن نقطع أولاً في قضية النطق به، معطشاً على الطريقة الشامية، أو غير معطش على الطريقة القاهرية ، لعلاقة هذه المسألة بإيحاءاته الصوتية ، وبالتالي بشخصيته ومدى تأثيره في معاني الألفاظ التي يشارك.فيها.‏

لقد أفرد الدكتور أنيس لهذه المشكلة بحثاً خاصا في كتابه (الأصوات اللغوية ص77- 83).كما أفرد له الدكتور كمال محمد بشير بحثاً خاصا في كتابه (علم اللغة- الأصوات ص160-166).‏

وعلى الرغم من أن الدكتور أنيس يرجِّح مسبقا بأن الجيم التي يسمعها من مجيدي القراءة القرآنية ، هي أقرب إلى الجيم الأصلية (ص77)، أي إنها شامية معطشة بصورة ما من صور التعطش. فإنه يعود فيشكك في ذلك، لنقاش كان جرى بينه وبين أستاذ الأصوات في جامعة لندن (البروفيسور فرث) حول هذه المشكلة.‏

فلقد أعلمه هذا الأستاذ أن هناك قاعدة صوتية مسلَّماً بها في اللغات الأوروبية تدعى (بقانون الصوت الحنكي)، تقرر : بأن الإنسان يميل بالفطرة عبر تطوره الحضاري إلى تسهيل النطق بالحروف الصعبة. ولذلك فان هذا الأستاذ يستطيع أن يفسر تطور الجيم من عدم التعطيش القاهرية إلى التعطيش الشامية ، أما العكس فلا. بمعنى أن الجيم القاهرية الأعسر نطقاً هي الأصل ، وقد تطورت إلى الجيم الشامية الأسهل نطقاً.‏

وبما أن مخرج صوت الجيم القاهرية هو الأبعد عن الشفتين ، فقد حاول الدكتور أنيس إقامة الدليل على أنه زحزح إلى الأمام باتجاه الشفتين فتحول إلى الجيم الشامية المحدثة وقد لاحظ في كتاب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن) أن الجيم قد حرِّكت بالفتحة والكسرة وهما أماميتان (1264) مرة، لتتحرك بالضم وهي خلفية (102) مرة فقط.‏

وهكذا فان كثرة تحريك الجيم بحركات أمامية قد جذبت مخرجها من الخلف إلى الأمام، أي من عدم التعطيش إلى التعطيش .‏

أما الدكتور (بشير) ، فهو يقرّ مبدئياً بأن الجيم الشامية المعطشة هي الجيم الفصيحة المعاصرة ، إلاَّ أنه يذهب مذهب الدكتور أنيس في اعتبار الجيم القاهرية هي الأصل. ولقد استشهد بما جاء به الدكتور (اتوليتمان) حيث يقول:‏

(نعرف أن نطق هذا الحرف الأصلي كان جيما قاهريا، ، وكما كان ويكون في اللغات السامية الباقيه. مثلاً كلمة (جمل) العبرية (GAMOL). وفي السريانية (GAMALA) وفي الحبشية (جومال) (GOMAL) (ص162-163). بدعوى أن هذه اللغات هي أقدم في الزمن من اللغة العربية. وهذا عكس ما تبيّن لي في الحرف العربي ص (52) وما بعدها.‏

ثم يقرر الدكتور بشير أن الجيم القاهرية قد تطورت إلى (دج) في نطق قريش. ولكنه يعترف كزميله الدكتور أنيس ، بأن علماء العربية وإن وصفوا الجيم الأصلية بما ينطبق على الجيم القاهرية، فإنهم نسبوها إلى المنطقة التي تخرج منها (الشين والياء) ، وهي (بين وسط اللسان، ووسط الحنك الأعلى). وهذه المنطقة برأيه هي للجيم القرشية (دج)‏

ونحن لو رجعنا من عالم التخمين والفرضيات إلى واقع الإيحاءات الصوتية لحرف الجيم بمعرض تأثيره في معاني الألفاظ التي يتصدرها، اذن لعرفنا كيف نطق به مبدعوه الأوائل ، معطشاً شامياً أو غير معطش قاهريا. ولا عبرة بما يلفظ في (الساميات) لأن العربية هي الأصل.‏

فإذا وجدناهم قد استخدموه للتعبير عن المعاني التي يوحي بها صوت الجيم معطشاً، فإنهم لاشك قد لفظوه معطشاً طوال مرحلة إبداع تلك الألفاظ ، وإلا فيكونون قد لفظوه قاهريا غير معطش. وذلك حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث).‏




يتبــــــــــع :


الحاسة البصرية وحروفها 5235
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lycee-imzouren.ahlamontada.net
VOLTAIRE
مدير المنتدى
مدير المنتدى
VOLTAIRE


ذكر
عدد الرسائل : 351
العمر : 34
الموقع : www.Lycee-imzouren.com
العمل/الترفيه : تلميذ-فيلسوف مبتدئ
المزاج : دائم الابتسامة
حالتي اليوم : : الحاسة البصرية وحروفها 2210
السٌّمعَة : 9
نقاط : 30635
تاريخ التسجيل : 03/09/2008

الحاسة البصرية وحروفها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحاسة البصرية وحروفها   الحاسة البصرية وحروفها Icon_minitimeالأحد 05 أبريل 2009, 17:34

الحاسة البصرية وحروفها 5237




آ- الجيم المعطشة:‏
نظرا لشدة تدافع النفس أثناء خروج الجيم الشامية،. وما يحدثه من ارتجاج في مساحة واسعة من سقف الحنك، كان لابد أن تتنوع إيحاءاته الصوتية.‏

فالجيم الشامية المعطشة، توحي بالشدة والقوة والدفء والمتانة كأحاسيس لمسية، وبطعم الدسم ورائحته كأحاسيس ذوقية وشمية. أما إيحاءاتها البصرية فهي تتردد بين الفخامة والعظم والامتلاء. لتقتصر إيحاءاتها السمعية على شيء من الفجاجة ، وهي لا توحي بأية مشاعر إنسانية أصلاً.‏

ب- الجيم القاهرية:‏

صوتها الانفجاري يوحي بالقساوة والصلابة والحرارة والخشونة كأحاسيس لمسية، وبما يدل على أصوات مزيجة من الحدَّة والانفجار كأحاسيس سمعية، ولا إيحاءات أخرى في صوتها ، حسيةً أو شعوريةً.‏

فلو أن العربي قد أبدع الجيم قاهرية غير معطشة كما يقول الدكتوران أنيس وبشير، إذن لكانت ندرت بصورة خاصة المعاني الدالة على العظم والفخامة والضخامة والارتفاع والفجاجة في الألفاظ التي يتصدرها.‏

فهل المعاجم إلى جانب الجيم الشامية أو القاهرية؟‏

بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين وثلاثة وخمسين مصدرا جذراً تبدأ بحرف الجيم، قد توزعت معانيها وفقا للزمر المبيَّنة في الجداول التالية:‏

الزمرة الأولى:‏

ثلاثة وثمانون مصدرا تدل معانيها على الشدة والفعالية المادية. منها:‏

الجأب (كلُّ كزٍّ غليظ). جأى عليه (عضَّه). جشب (غلُظ واشتد). جمح الفرس (عتا عن أمر صاحبه). جهلت القدر (اشتد غليانها). جذف الطائر (أسرع). جردم فلان (أسرع) . جعط فلانا (دفعه). جَعِمَ الرجل (اشتد حرصه وطمعه). جلز في الأرض (مضى مسرعا). جهض فلاناً (غلبه). جمر الفرس (وثب في القيد). جمز الفرس (سار مسرعا). جاب الطيرُ (انقض مسرعا).‏

وكان من هذه الزمرة أربعة عشر مصدرا للقطع والقشر . هي:‏

جبَّه (قطعه). جحف الشيء (قشره)، جدعه، وجذّه، وجزمه وجزّه، وجرده، وجلمه جميعها بمعنى (قطعه) جرشه وجلفه بمعنى (قشره). جذر الشيء (استأصله).جلق رأسه (حلقه) . جمش نبات الأرض (حصده). جرف السيل الوادي (أكل من جوانبه).‏

وكان منها أيضاً خمسة مصادر بمعنى صرعه هي:‏

جأفه (صرعه، والشجرة قلعها من أصلها). جحدره (صرعه ودحرجه). جحفله (صرعه ورماه). حجله وجعبره (صرعه).‏

الزمرة الثانية:‏

ثلاثة وخمسون مصدراً تدل معانيها على العِظَم والفخامة والضخامة والامتلاء والغلظة، ماديَّاً ومعنوياً . منها:‏

الجأر من الرجال (الضخم). جثل النبات (طال وغلظ والتفَّ). الجبأى (المرأة القائمة الثديين). الجبل. الجمل. جبجب (سمن). جحظت عينه . الجحمرش من النساء (الثقيلة السمجة). الجعيس (الغليظ الضخم). جعا الشيء (غلظ). الجمظ (الضخم). الجدار. جمّ (كثر).جوث (عظُم بطنه في أعلاه). الجَفْر ( ما عظم واستكرش من ولد الشاة والمعزى ). الجِفس (الضخم الجافي). جفظه (ملأه). جفخ (فخر وتكبر). جوِق (غلظ عنقه).‏

الزمرة الثالثة:‏
خمسة عشر مصدرا تدل معانيها على الحيوانات والجسد وما هو من أبعاض الجسد . هي الجيئل (الضبع). الجثة. الجثمان. الجرائض (الأسد). الجعول (ولد النعام) الجفن (غطاء العين). الجلد. الجاموس. الجمل. الجنين. الجيد(العنق).‏

الجواد . الجحش (ولد الحمار). الجيم (الجمل الهائج).‏

الزمرة الرابعة:‏

تسعة مصادر تدل معانيها على أصوات . هي:‏

جئ جئ ( دعاء للإبل إلى الماء). جأر (رفع صوته). جرس الطائر (صوّت). جشَّ صوته (اشتد وصار فيه بُحّة). جرجر البعير (ردَّد صوته في حنجرته). جعجع البعير (اشتد هديره). جلجل الرعد (صوت في حركة). جمجم (لم يبين كلامه) . جهجه الأبطال (صاحوا في الحرب).‏

الزمرة الخامسة:‏

ستة مصادر للانفعالات النفسية . هي:‏

جزع (لم يصبر على ما نزل به) جشأت نفسه (ثارت للقيء). جشع (اشتد حرصه). جهث (استخفه الغضب أو الفزع). جهشت نفسه (همت بالبكاء).‏

وبتحليل معاني المصادر الواردة في الزمر الخمس لمعرفة مدى تطابقها مع الخصائص الصوتية للجيم المعطشة وغير المعطشة ، نلاحظ مايلي:‏

أ- في الزمرة الأولى:‏

جميع مصادر هذه الزمرة تتوافق معانيها مع الخصائص الصوتية للجيم الشامية. كما أن بعضها يقبل الجيم القاهرية وان كانت الشامية أكثر تطابقاً مع معانيها . على أن المصادر الدالة على القطع والقشر وان كانت تقبل الجيمين، فإن القاهرية أكثر تطابقاً مع معانيها.‏

أما المصادر التي تدل معانيها على التماسك والمقاومة والتدافع والامتلاء والاستمرار من هذه الفئة، فإن معانيها لاتتوافق مع خصائص الجيم القاهرية.فجميع المصادر التي جاءت بمعنى (صرعه، واستأصله)، لا تقبل الجيم القاهرية لما في هذه الأحداث من تماسك ومقاومة، بل لا يوجد أي حرف آخر يسدّ مسدّ الجيم الشامية لاقامة التطابق بين الصور البصرية والصور الصوتية (أي الجمل الصوتية) لواقع الصراع في هذه المصادر (جحدره، جحفله، جعبره، جعفه...).‏

وهكذا الأمر مع جاش الماء (تدفق وجرى). فصوت الجيم القاهرية لا يستطيع أن يوحي بتدافع الماء واستمرار جريانه.‏

ولفظة جأى عليه (عضَّه)، وان كانت تقبل الجيم القاهرية للتوافق بين قساوة الصوت وقساوة العض فإن الجيم الشامية التي يملأ صوتها الفم هي أوحى بعملية العض التي يشترك فيها الفم والأسنان بمساحة واسعة دون قطع (عضّ على شفته).‏

وهكذا الأمر مع حجم النارَ (أوقدها). جرضه (خنقه). جرف السيل الوادي. جهلت القدر (اشتد غليانها). جعم الرجل. جرى ( اندفع في السير).‏

ومنه نرى أن الجيم الشامية قد تغلبت بالمفاضلة على الجيم القاهرية في عقر دارها مما يتعلق بالشدة والفعالية الماديتين.‏

ب- الزمرة الثانية:‏

ان الغالبية العظمى من مصادر هذه الزمرة الدالة على الضخامة والعظم والامتلاء ، لا تتوافق معانيها قطعا مع الإيحاءات الصوتية للجيم القاهرية ، لتتحول معها هذه المصادر إلى مصطلحات ورموز على معان دون إيحاء . وبذلك تتعطل هذه الخاصية الإيحائية في اللغة العربية التي تميزها أصلا من سائر اللغات.‏

فأين موحيات صوت الجيم القاهرية مثلا من معاني المصادر التالية:‏

جبل، جبجب. جحظت عينه . جشم (سمن). جشن (سمن وغلظ). جضّ (مشى متبخترا). جحدل الوعاء (ملأه)...... الخ.‏

جـ- الزمرة الثالثة:‏

ان هذه المصادر الدالة على حيوانات وعلى الجسد وأبعاضه . تتنافى معانيها جميعاً مع الخصائص الصوتية للجيم القاهرية. فأين القساوة التي يوحي بها صوتها من منظر وملمس مِمّا جاء في هذه الزمرة؟. مثال (الجؤزر ، الجاموس ، الجنين، الجلد، الجَفن ، الجثمان،....).‏

لابل إن صوت الجيم الشامية بايحاءاتها اللمسية والشمية والبصرية ، لهو أصدق إيحاء بمعاني هذه المسميات من صوت أي حرف آخر. وقد أطلق العربي على الجمل الهائج لفظة (الجيم) لهذا السبب بالذات.‏

د- الزمرة الرابعة:‏

باستقراء مصادر هذه الزمرة الدالة على أصوات يتضح أن صورها الصوتية (أي جملها الصوتية) إذا لفظت بالجيم الشامية تتطابق مع معانيها إلى أبعد الحدود، على العكس مما لو لفظت بالجيم القاهرية.‏

فلفظة (جشَّ الصوت) مثلاً بمعنى (اشتد وصار فيه بُحَّة)، تتطابق جملتها الصوتية إذا لفظت بالجيم الشامية مع طبيعة الصوت الإنساني عندما يشتد إلى الحدَِّ الذي تظهر فيه البحَّة.ولو لفظت بالجيم القاهرية لانعدم هذا التطابق بين الجملتين الصوتيتين، وتحولت اللفظة إلى رمز.‏

ولفظة (جئ جئ) ، وهي (دعاء للابل إلى الماء) ، قد لفظها العربي ولاشك بالجيم الشامية أي الصعيدية، ليقلد بها الأصوات التي تصدر عن الإبل عند ورود الماء فينبه بهذا الصوت شهية الإبل للماء بطريقة المحاكاة الطبيعية. ولو لفظت بالجيم القاهرية لتعطلت وظيفتها الإيحائية لعدم توافق جملتها الصوتية مع طبيعة صوت الإبل.‏

ولفظة (جعجع البعير) اشتد هديره تتطابق جملتها الصوتية مع الجملة الصوتية لهدير البعير فيما لو لفظت بالجيم الشامية ، على العكس مما لو لفظت بالجيم القاهرية.‏

وهكذا الأمر مع ألفاظ _جمجم، جأر، جهجه).‏

أما لفظة جرس الطائر(صوّت))، فهي الوحيدة التي تقبل الجيم القاهرية.‏

هـ- الزمرة الخامسة:‏

يلاحظ أن المصادر الواردة في هذه الزمرة تدل جميعا على انفعالات نفسية سلبية، وأن لها انعكاساتها المحسوسة على وجوه الناس وأصواتهم مما يشاهد بالعين أو يسمع بالاذن. ولمّا كانت هذه المصادر من شأن جملها الصوتية أن تنقل لنا أثر تلك الانفعالات على ملامح الوجوه في نبرات أصوات أصحابها ، فإننا نستطيع أن نقرر أنَّ حرف الجيم لم يتجاوز طبقته إلى الشعورية.فلفظة (جهشت نفسه) همَّت بالبكاء ، لابد أن تلفظ بالجيم الشامية. وذلك كيما تتطابق صورتها الصوتية مع انفعالات الحزن المرتسمة على قسمات وجه صاحبها، وكيما تتوافق أيضاً مع البوادر الصوتية الخاصة التي تترافق عادة مع ظاهرة الانتقال من حالة الحزن المكبوت، إلى البكاء الصريح. ولو لفظت بالجيم القاهرية لانعدم التطابق والتوافق بين معناها وبين جملتها الصوتية.‏

وهكذا الأمر مع (جشأت نفسه) ثارت للقيء، وجهث) استخفه الغضب أو الفزع .‏

أمّا لفظتنا (جبن وجزع) فهما تقبلان الجيمين معا، وذلك لانطواء معنييهما على انقباض نفسي يرافقه انقباض في الملامح ، وان كانت الشامية أوفى للغرض.‏

ومما تقدم يتضح أن الجيم الشامية هي الأصل، وأن القاهرية ما هي إلا لهجة بدوية لاحقة، ربما اقتضتها قساوة البداوة وشظف العيش.‏

وعلى الرغم من توزع الخصائص الصوتية لحرف الجيم بين مختلف الحواس ، فقد استطاع أن يفرضها على (5،65%) من معاني المصادر التي تبدأ به. وهذه النسبة تؤهله للانتماء إلى الحروف القويّة الشخصية.‏

ولئن تجاوزت بعض المصادر طبقته البصرية إلى السمعية والشعورية، فإن معانيها جميعاً تتوافق أصلاً مع الخصائص الصوتية للجيم الشامية كما مر معنا في تحليل المصادر الواردة في الزمرتين (جـ،د) ، مما يؤكد التزامه الشديد بطبقته.‏

ومما لاشك فيه أن الإنسان العربي قد استخدم الخصائص الصوتية للجيم الشامية بمعرض التعبير عن حاجاته ومعانيه ، بإحساس فني فائق الرهافة والدقة والذكاء.






الحاسة البصرية وحروفها Arrow0cr1fk
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lycee-imzouren.ahlamontada.net
 
الحاسة البصرية وحروفها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـدى ثـانـوية امـزورن الـتـأهيلية :: •»◦--◦ı[.. الفئة المتنوعة ..]ı◦--◦«• :: المنتدى المنوع والمتنوع :: •»◦--◦ı[.. منتدى اللغات و اللهجات ..]ı◦--◦«• :: اللغة العربية-
انتقل الى: