زائر زائر
| موضوع: رحلة إلى نعيم الجنة(الجزء العاشر) الأحد 25 يناير 2009, 08:06 | |
| المرحلة الخامسة والعشرون
كيف تلتقي بمن كنت معهم في حال الدنيا وكيف تزورهم ؟؟
تزاور أهــل الجـــنة ________
ويتزاور أهل الجنة على المطايا والنجب ، فيؤتى في الجنة بخيل مسرجة ملجمة ، لا تروث ولا تبول فيركبها الراكب حتى ينتهي حيث شاء الله عز وجل فتأتيهم مثل السحابة ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، فيقولون : أمطري علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم ثم يبعثُ الله ريحاً غير مؤذية ، فتنسف كثباناً من مسك ، عن أيمانهم وعن شمائلهم فيؤخذ ذلك المسك في نواصي خيلهم وفي معارفها وعلى رؤوسهم ، ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه ، فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام وفي الخيل ، وفيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون عليها حيث ينتهون إلى ما شاء الله ، فإذا المرأة تناديك : يا عبد الله ، أما لك فينا حاجة ؟ فتقول لها : ما أنتِ ، ومن أنتِ ؟ فتقول لك : أنا زوجتك ، وحبك فتقول لها : ما كنتُ علمتُ بمكانك ، فتقول آرأه : أَوَ ما تعلم أن الله تعالى قال :
( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون )
فتقول لها : بلى وربي ، فلعلك تُشغَل عنها بعد ذلك الموقف أربعين خريفاً لا تلتفت ولا تعود ، ولا يشغلك عنها إلا ما أنت فيه من النعيم والكرامة . وإذا اشتقتَ يا عبد الله إلى أخيك المؤمن في الجنة ، يسير سريرك إلى سريره ، وسريره إلى سريرك حتى تجتمعا جميعاً ، فتتكئ أنت ويتكئ هو ، فتقول لصاحبك : أتعلم متى غفر الله لنا ؟ فيقول صاحبك : نعم ، يوم كنا في موضع كذا وكذا ، فدعونا الله فغفر لنا .
قال تعالى { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } الحجر47
* * * * * *
المرحلة السادسة والعشرون
وبعد منّ الله عليك وكرمه وعطاءة أما تشتهي شيئا ؟
ألا تريد أن تراه ؟
رؤيـة أهـل الجنــة لربهـم عـز وجـل __________________
وبينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم ، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة ، وذلك قول الله : ( سلام قولا من رب رحيم ) تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ربَّنا ، وأي خير لم تفعله بنا ؟ ألست أعنتنا على سكرات الموت وآنستَ منا الوحشة في ظلمات القبور، وآمنتَ روعتنا عند النفخة في الصور، ألستَ أقلتَ عثراتنا وسترتَ علينا القبيح من فعلنا ، وثبَّتَ على جسر جهنم أقدامنا ، ألستَ الذي أدنيتنا من جوارك وأسمعتنا لذاذة منطقك ، وتجليتَ لنا بنورك ، فأي خير لم تفعله بنا ! ألم تُبيِّض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار . فيكشف الحجاب ، فينظر إليهم وينظرون إليه فما أُعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ولا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم قال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) .
وأهل الجنة إذا رأوا ربهم وأرادوا الانصراف ، يُعطى كل رجل منهم رمانة خضراء ، فيها سبعون حلة لكل حلة سبعون لونا ، ليس منهم حلة تشبه الأخرى ، فإذا انصرفوا عن ربهم مروا في أسواق الجنة ، ليس فيها بيع ولا شراء ، وفيهما من الحلل والسندس والإستبرق ، والحرير والرفرف والعبقري من در وياقوت وأكاليل معلقة ، فيأخذون من تلك الأسواق من هذه الأصناف ما شاءوا ، ولا ينقص من تلك الأسواق شيئا وفيها صور كصور الناس ، مِن أحسن ما يكون من الصور ، مكتوب في نحر كل صورة منها : مَن تمنى أن يكون مثل صورتي جعل الله حسنه على صورتي ، فمَن تمنى أن يكون حسن وجهه مثل حسن تلك الصورة ، جعله الله على تلك الصورة ، ثم ينصرفون إلى منازلهم .
وبينما هم في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة ، فرفعوا رؤوسهم ، فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم ، فقال : يا أهل الجنة ، سلوني ، فقالوا : نسألك الرضا عنا ، قال : رضائي أحلّكم داري وأنالكم كرامتي ، وهذا أوانها فسلوني ، قالوا : نسألك الزيادة ، فيُؤتَون بنجائب من ياقوت أحمر أزمّتها من زمرد أخضر وياقوت أحمر، فيُحملون عليها ، تضع حوافرها عند منتهى طرفيها فيأمر الله عز وجل بأشجار عليها الثمار ، فتجيءُ الحور ، من الحور العين ، وهُن يقلن : نحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الخالدات فلا نموت ،أزواج قوم مؤمنين كرام .
ويأمر الله عز وجل من مسك أبيض أذفر ، فينثر عليهم ريحاً يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن ، فتقول الملائكة : يا ربنا ، قد جاء القوم ، فيقول : مرحباً بالصادقين ، مرحباً بالطائعين ، فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيتمتعون بنور الرحمن ، حتى لا ينظر بعضهم بعضاً ، ثم يقول : أرجعوهم إلى القصور بالتحف فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضاً ، فذلك قوله : ( نزلاً من غفور رحيم ) .
وإن ربك عز وجل اتخذ في الجنة وادياً أفيح من مسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور ، وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها ، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه ، وهو يقول : أنا الذي صدقتُكم وعدي وأتممتُ عليكم نعمتي ، هذا محل كرامتي ، فسلوني ، فيسألونه الرضا ، فيقول الله عز وجل : رضائي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني ، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ، وهو من الجمعة إلى الجمعة .
ثم يصعد الرب تبارك وتعالى على كرسيه ، فيصعد معه الشهداء والصديقون ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم ، درة بيضاء ، لا فصم فيها ولا وصم أو ياقوتة حمراء ، أو زبرجدة خضراء ، منها غرفها وأبوابها مطردة فيها أنهارها ، متدلية فيها ثمارها ، فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه نظراً إلى وجهه تبارك وتعالى ولذلك دُعي يوم المزيد .
وإذا كان يوم الجمعة في الحين الذي يخرج فيه أهل الجمعة إلى جمعتهم ، نادى منادٍ : يا أهل الجنة اخرجوا إلى دار المزيد ، لا يعلم سعتها وعرضها وطولها إلا الله عز وجل فيخرجون في كثبان من المسك ، وإنه أشد بياضاً من الدقيق ، فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نور ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت ، فإذا وُضعت لهم ، وأخذ القوم مجالسهم ، بعث الله تبارك وتعالى عليهم ريحاً تُدعى المثيرة ، تُثير عليهم أثابير المسك الأبيض ، فتُدخله من تحت ثيابهم ، وتُخرجه في وجوههم وأشعارهم فتلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم ، ولو دُفع إليها كل طيب على وجه الأرض ثم يوحي الله سبحانه إلى حملة العرش ، فيوضع بين ظهراني الجنة ، وبينه وبينهم الحجب ، فيكون أول ما يسمعون منه أن يقول : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني ، وصدقوا رسلي واتبعوا أمري؟ فسلوني ، فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة : رب رضينا عنك فارض عنا ، فيرجع الله تعالى في قولهم : يا أهل الجنة ، إني لو لم أرض عنكم لما أسكنتُكم جنتي ، فسلوني ، فهذا يوم المزيد ، فيجتمعون على كلمة واحدة : رب ، وجهك أرنا ننظر إليه ، فيكشف الله تبارك وتعالى تلك الحجب ، ويتجلى لهم ، فيغشاهم من نوره شيء لولا أنه قضى عليهم أن لا يحترقوا لاحترقوا مما غشيهم من نوره ، ثم يُقال لهم : ارجعوا إلى منازلكم فيَرجعون إلى منازلهم وقد خَفُوا على أزواجهم وخفين عليهم ، مما غشيهم من نوره تبارك وتعالى فإذا صاروا إلى منازلهم ترادّ النور ، وأمسكن حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها فتقول لهم أزواجهم : لقد خرجتم من عندنا على صورة ، ورجعتم على غيرها فيقولون : ذلك بأن الله تبارك وتعالى تجلى لنا فنظرنا منه إلى ما خفينا به عليكم فلهم في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا ، وذلك قوله عز وجل : ( فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين ، جزاءً بما كانوا يعملون ) .
المرحلة السابعة والعشرون
نـوق وخيـل مجنحـة ___________
(هبات وعطايا الرحمن مستمرة لا تنقطع )
نـــوق الجـنـــة ______
وبينما هم يتحدثون في ظل طوبى ، إذ يأتيهم الملائكة بنوق مزمومة بسلاسل الذهب ، كأن وجوهها المصابيح من حسنها ذلك من غير تهيئة ، نجب من غير رباية ، عليها رحائل الذهب وكسوتها سندس وإستبرق ، حتى تُرفع إليهم ، ثم يُسلموا عليهم ، فيقولون : إن ربكم بعث إليكم بهذه الرواحل لتركبوها فتزوروه وتُسلموا عليه ، فيتحول كل واحد منهم على راحلته ثم يسيرون بها صفا واحدا في الجنة ، الرجل منهم إلى جنب صاحبه ، لا يجاوز أذن ناقة منها أذن صاحبتها ، ولا ركبة ناقة منها ركبة صاحبتها ، وإنهم ليمرون بالشجرة من شجر الجنة فتتأخر من مكانها ، فإذا وقفوا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى أسفر لهم عن وجهه الكريم ، وتجلى لهم ، فيُسَلَّمون عليه ويُرحب بهم ، وسلامهم عليه أن يقولوا ( ربنا أنت السلام ، ومن عندك السلام ، ولك حق الجلال والإكرام ) فيقول لهم الجليل جل جلاله : وعليكم سلام مني ، وعليكم رحمتي وكرامتي ، مرحبا وأهلا بعبادي ، الذين أطاعوني بالغيب وحفظوا وصيتي ، فيقولون : لا ، وعزتِك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك ، ائذن لنا أن نسجد لك ، فيقول : إني قد رفعت عنكم مؤنة العبادة ، وأفضيتم إلى كرامتي .
والذي نفسي بيده، إنهم إذا خرجوا من قبورهم استُقْبِلوا بنوق بيض لها أجنحة ، عليها رحال الذهب ، شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر، فينتهون إلى باب الجنة ، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان ، فإذا شربوا من أحدهما جرت في وجوههم بنضرة النعيم وإذا توضأوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً، فيضربون الحلقة بالصفيحة ، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة ، فتبعث قَيِّمَها فيفتح له الباب ، فلولا أن الله عز وجل عرّفه نفسه لخرّ له ساجداً ، مما يرى من النور والبهاء فيقول : أنا قَيِّمُك الذي وُكِّلْتُ بأمرك ، فيتبعه ، ويقفو أثره ، فيأتي زوجته ، فتستخفها العجلة ، فتخرج من الخيمة ، فتعانقه وتقول : { أنت حبي وأنا حبك ، وأنا الراضية فلا أسخط أبداً ، وأنا الناعمة فلا أبأس أبداً ، وأنا الخالدة فلا أظعن أبداً }
فيدخل بيتاً من أساسه ، وطرائق صفر ، ما منها طريقة تشاكل صاحبتها ، فيأتي الأريكة فإذا عليها سرير ، على السرير سبعون فراشاً ، على كل فراش سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من باطن الحلل ، يفضي جماعهن في مقدار ليلة تجري من تحتهم أنهار مطردة ، وأنهار من ماء غير آسن ، صاف ليس فيه كدر وأنهار من عسل مصفى ، لم يخرج من بطون النحل ، وأنهار من خمر لذة للشاربين لم تعصره الرجال بأقدامها ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، لم يخرج من بطون الماشية فإذا اشتهوا الطعام جاءتهم طير بيض ، فترفع أجنحتها ، فيأكلون من جنوبها من أي الثمار شاءوا إن شاء قائماً ، وإن شاء متكئاً ، وذلك قوله : ( وجنى الجنتين دان ) ، وبين أيديهم خد كاللؤلؤ .
|
|
زائر زائر
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة(الجزء العاشر) الأحد 25 يناير 2009, 08:18 | |
| لا تبخلو بالردود فقد تعبت في تعديل الموضوع |
|
فاعلة الخير مشرفة قسم
عدد الرسائل : 513 العمر : 31 العمل/الترفيه : طآلبة ثآنوي تأهيلي ، عآلمة فلكـ ،فآعلة آلخير ، خآدمة آلقرآن، آلتوآقة إلى آلجنة ، المزاج : آلصًمْتْ ،حُسْن آلإنصآط ،مسآعدة آلأخرين، طيبة آلقلب ،حـسآسة ، حنونـًة، طفولـٍيةُ، متأملة في خلق آلله حالتي اليوم : : السٌّمعَة : 9 نقاط : 29133 تاريخ التسجيل : 23/12/2008
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة(الجزء العاشر) الأحد 25 يناير 2009, 08:45 | |
| | |
|
BLoOd_SucKeR مشرفة قسم
عدد الرسائل : 867 العمر : 32 العمل/الترفيه : تلميذة المزاج : 3la hasab jib ma i3ama mala حالتي اليوم : : السٌّمعَة : 36 نقاط : 29671 تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة(الجزء العاشر) الأحد 25 يناير 2009, 08:46 | |
| | |
|