زائر زائر
| موضوع: رحلة إلى نعيم الجنة (الجزء التاسع) الأحد 25 يناير 2009, 08:05 | |
| تبـادل الحـــب ______
مكتوب على كبدها بالنور : { حبيبي أنا لك ، لا أريد بك بدلا } ، فكبدها مرآته ، وهي على صفاء الياقوت ، وحسن المرجان ، وبياض البيض المكنون ، عربا أترابا ، عاشقات لأزواجهن ، بنات خمس وعشرين سنة ، لو ضحكتْ لأضاء نور ثناياها الجنة ، ولو سَمع الخلائق منطقها لافتتن كل بر وفاجر، فهي قائمة بين يديه ، فساقها يضعف على قدميها بمائة ألف جزء من النور ، وفخذها يضعف على ساقها بمائة ألف جزء من النور ، وعجزها يضعف على فخذها بمائة ألف جزء من النور ، وبطنها يضعف على عجزها بمائة ألف جزء من النور ، وصدرها يضعف على بطنها بمائة ألف جزء من النور ، ووجهها يضعف على نحرها بمائة ألف جزء من النور ، ولو تفلتْ في بحار الدنيا لعذبتْ كلها ، ولو اطلعتْ من سقف بيتها إلى الدنيا لأخفى نورها نور الشمس والقمر ، عليها تاج من ياقوت أحمر ، مكلل بالدر والمرجان ، وعلى يمينها مائة ألف قرن من قرون شعرها .
* * * * * *
ضفـائـر الجمــال _______
وتلك القرون : قرن من نور ، وقرن من ياقوت ، وقرن من لؤلؤ ، وقرن من زبرجد ، وقرن من مرجان ، وقرن من در ، مكلل بالزمرد الأخضر والأحمر ، مفضض بألوان الجوهر ، موشح بألوان الرياحين ، ليس في الجنة طيب إلا وهو تحت شعرها ، الواحدة تضيء مسيرة أربعين عاما ، وعلى يسارها مثل ذلك ، وعلى مؤخرها مائة ألف ذؤابة من ذوائب شعرها ، فتلك القرون والذوائب إلى نحرها ، ثم تتدلى إلى عجزتها ، ثم تتدلى إلى قدميها حتى تجره بالمسك ، وعن يمينها مائة ألف وصيفة ، كل وصيفة آخذة بذؤابة من ذوائب شعرها .
* * * * * *
وصائـف الـجنـــة _______
ومن بين يديها مائة ألف وصيفة ، معهن مجامر من در ، فيها بخور من غير نار ، ويذهب ريحه في الجنة مسيرة مائة عام ، حولها ولدان مخلدون ، وشباب لا يموتون ، كأنهم اللؤلؤ المنثور كثرة ، فهي قائمة بين يديك يا ولي الله ، ترى إعجابك وسرورك بها ، وهي مسرورة عاشقة لك ، فتقول لك : يا ولي الله ، لتزدادن غبطة وسرورا ، فتمشي بين يديك بمائة ألف لون من المشي ، في كل مشية تتجلى في سبعين حلة من النور ، والماشطة معها ، فإذا مشت تتمايل وتنعطف ، وتتكاسر وتدور ، وتبتهج بذلك وتبتسم ، فإذا مالت مالت القرون من الشعر معها ، ومالت الذوائب معها ، ومالت الوصائف معها ، فإذا دارت درن معها ، وإذا أقبلت أقبلن معها ، خلقها الرحمن تبارك وتعالى خِلْقَةً إذا أقبلت فهي مُقبِلة ، وإذا وَلَّتْ فهي مقبلة الوجه ، لا تفارق وجهك ، ولا تغيب عنك ، وترى كل شيء منها .
وإذا جلستْ بعد مائة ألف لون من المشي ، خرجتْ عجزتها من السرير ، وتدلتْ قرونها وذوائبها ، فتضطرب يا عبد الله ، ولولا أن الله سبحانه وتعالى قضى أن لا موت فيها لَمُتَّ طربا ، ولولا أن الله تبارك وتعالى قدَّرها لك ، ما استطعتَ أن تنظر إليها ، مخافة أن يذهب بصرك ، فتقول لك : يا ولي الله ، تمتَّع فلا موت فيها . المرحلة الثالثة والعشرون
يا عبد الله يا أمة الله ألا تريدون
ضيــافـة الله ؟ _______
وإذا سكن أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، هبط ربنا الجليل جل جلاله ، بلا تكييف ولا تمثيل ، يتعالى ربنا عن ذلك إلى مرج أفيح ، فمُدَّ بينه وبين خلقه حجابا من لؤلؤ ، وحجابا من نور ، ثم وُضِعَتْ منابر النور ، وسرر النور ، وكراسي النور ثم أُذِن لرجل كريم على الله عز وجل ، بين يديه أمثال من النور ، يسمع دوي تسبيح الملائكة معه وصفْقَ أجنحتهم ، فمَدَّ أهل الجنة أعناقهم ، فقيل : من هذا الذي قد أَذِن له الله عز وجل ؟ فقيل : هذا المجبول بيده ، والمعلَّم الأسماء ، والذي أُمرتِ الملائكة فسجدتْ له والذي أبيحتْ له الجنة ، آدم ( صلى الله عليه وسلم ) ، أَذن له الله عز وجل .
ثم أُذِن لرجل آخر على الله عز وجل ، بين يديه أمثال الجبال من النور ، يسمع تسبيح الملائكة معه ، وصفْق أجنحتهم فمَدَّ أهل الجنة أعناقهم ، فقيل : من هذا الذي أَذن له الله عز وجل ؟ فقيل : هذا الذي اتخذه الله خليلا وجعل النار عليه بردا وسلاما ، إبراهيم ( عليه الصلاة والسلام ) ، قد أَذِن له الله عز وجل .
ثم أُذِن إلى رجل آخر على الله عز وجل ، بين يديه أمثال الجبال من النور ، يسمع تسبيح الملائكة معه وصفْق أجنحتهم ، فمَدَّ أهل الجنة أعناقهم ، فقيل : من هذا الذي قد أُذن له على الله عز وجل ؟ فقيل : هذا الذي اصطفاه الله عز وجل برسالته ، وقربه نجيا وكلمه تكليما موسى ( عليه الصلاة والسلام ) ، قد أُذِن له على الله عز وجل .
ثم أُذِن لرجل آخر ، معه مثل جميع مواكب النبيين قبله ، بين يديه أمثال الجبال من النور ، ويسمع دوي تسبيح الملائكة ، وصفْق أجنحتهم فقيل : من هذا الذي قد أُذِن له على الله عز وجل ؟ فقيل : هذا أول شافع وأول مشفَّع ، وسيّد ولد آدم ، من تنشق عنه الأرض وصاحب لواء الحمد ، أحمد ، نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قد أُذِن له على الله عز وجل .
فجلس النبيون على منابر النور والصديقون على سرر النور والشهداء على كراسي النور وجلس سائر الناس على كثبان من المسك الأبيض الأذفر .
* * * * * *
وفـــــد الله ______
ثم ناداهم الرب جل جلاله من وراء الحجب : مرحبا بعبادي وزواري ، وجيراني ووفدي يا ملائكتي ، انهضوا إلى عبادي فأطعموهم ، فقَرَّبتِ الملائكة إليهم لحم طير كأنها البخت لا ريش معها ولا عظم ، فأكلوا . ثم ناداهم الرب جل جلاله من وراء الحجب : مرحبا بعبادي وزواري ، وجيراني ووفدي ، أكلوا ، اسقوهم يا ملائكتي فنهض إليهم غلمان كأنهم اللؤلؤ المنثور ، بأباريق الذهب بأشربة مختلفة ، تجد لذة آخرها كلذة أولها
( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) .
ثم ناداهم الرب تبارك وتعالى من وراء الحجب : مرحبا بعبادي وزواري ، وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا ، فَكِّهوهم ، فقُرِّبتْ إليهم أطباق مكللة بالياقوت ، من الرطب الجني الذي أسماه الله ، أشد بياضا من اللبن ، وأطيب من عذوبة الشهد ، فطعموا وشربوا وفكهوا .
ثم ناداهم الرب جل جلاله ، من وراء الحجب : مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي ، أكلوا وشربوا وفكهوا ، اكسوهم .
* * * * * *
كرامــة الله لعبـــاده __________
فَفُتحتْ لهم أشجار الجنة بحلل مصفوفة بنور الرحمن ، فأُلبسوا . ثم ناداهم الرب من وراء الحجب : مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي ، أكلوا وشربوا وفكهوا وكسوا، طيبوهم ، فهاجت عليهم ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة بأنابيب المسك الأبيض الأذفر، فنضحت على وجوههم من غير غبار ولا قتار .
ثم يناديهم الرب تبارك وتعالى من وراء الحجب : مرحبا بعبادي وزواري ، وجيراني ووفدي ، أكلوا وشربوا وفكهوا وكسوا وطيبوا ، وعزتي وجلالي لأتجلين لهم حتى ينظروا إلي فذلك منتهى العطايا ، وفضل المزيد ، فيتجلى الرب تبارك وتعالى ، فيقول : السلام عليكم عبادي ، انظروا إلي ، فقد رضيت عنكم فتداعت قصور الجنة وأشجارها واهتزت ، تقول : سبحانك ، أربع مرات ،
وخر القوم سجدا ، فناداهم الرب عز وجل : ارفعوا رؤوسكم فإنها ليست بدار عمل ، ولا بدار نصب ، وإنما هي دار جزاء ودار ثواب ، وعزتي وجلالي ، ما خلقتها إلا لأجلكم وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا إلا ذكرتكم فوق عرشي .
فالمؤمنون أرواحهم في جوف طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت ، تَرِدُ أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، وقد وَجدوا طيب مأكلهم ، ومشربهم ، ومقيلهم ، فينادي فيهم منادٍ : أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وأن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وأن لكم أن تشبوا ولا تهرموا وأن لكم أن تنعموا ولا تبأسوا ، فذلك قوله عز وجل :
( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) .
* * * * * *
المرحلة الرابعة والعشرون
وبعد كل هذا ألك مطلب وغرض ؟
اذهب لتشتر من
ســــــــوق الجــــنة _________
وأهل الجنة إذا دخلوا الجنة نزلوا فيها بفضل أعمالهم ، ثم يُؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا ، فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة ، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ ، ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ، ومنابر من ذهب ، ومنابر من فضة ، ويجلس أدناهم ، وما فيهم دني ، على كثبان المسك والكافور وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا ، فيرون ربهم ، لا يمارون في رؤيته
ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة ، حتى يقول للرجل منهم : يا فلان بن فلان ، أتذكر يوم قلتَ كذا وكذا ؟ فيُذَكر ببعض غدراته في الدنيا ، فيقول : يا رب ، أفلم تغفر لي ؟ فيقول : بلى ، فسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه .
فبينما هم على ذلك ، تغشاهم سحابة من فوقهم ، فتمطر عليهم طيبا ، لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ، ويقول ربنا تبارك وتعالى : قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة ، فخذوا ما اشتهيتم ، فيأتون سوقا قد حفتْ به الملائكة ، ما فيه بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال ، فإذا اشتهى أحدهم صورة دخل فيها ، وفيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ، ولم يخطر على القلوب ، فيحمل لهم مااشتهوا .
وفيه مجمع للحور العين ، يرفعن أصواتا لم يرى ولم يسمع مثلها قط ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الراضيات فلا نسخط ، ونحن الناعمات فلا نبؤس ، فطوبى لمن كان لنا وكنا له . وفي ذلك السوق يلقى بعضهم بعضا ، فيقبل الواحد منهم ذو المنزلة المرتفعة ، فيلقى من هو دونه وما فيهم دني ، فيروعه ما يرى عليه من اللباس ، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل إليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها ثم ينصرفون إلى منازلهم ، فتتلقاهم أزواجهم ، فيقلن : مرحبا وأهلا لقد جئتَ وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه ، فيقولون : إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار ، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا
|
|
زائر زائر
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة (الجزء التاسع) الأحد 25 يناير 2009, 08:16 | |
| |
|
فاعلة الخير مشرفة قسم
عدد الرسائل : 513 العمر : 31 العمل/الترفيه : طآلبة ثآنوي تأهيلي ، عآلمة فلكـ ،فآعلة آلخير ، خآدمة آلقرآن، آلتوآقة إلى آلجنة ، المزاج : آلصًمْتْ ،حُسْن آلإنصآط ،مسآعدة آلأخرين، طيبة آلقلب ،حـسآسة ، حنونـًة، طفولـٍيةُ، متأملة في خلق آلله حالتي اليوم : : السٌّمعَة : 9 نقاط : 29133 تاريخ التسجيل : 23/12/2008
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة (الجزء التاسع) الأحد 25 يناير 2009, 08:44 | |
| | |
|