زائر زائر
| موضوع: رحلة إلى نعيم الجنة (الجزء الخامس) الأحد 25 يناير 2009, 07:55 | |
| شجرة طوبى ______
وبينما أنت بين أشجارها ، تنتقل من شجرة إلى شجرة ، ولا تكاد تصدق ما تراه عيناك ، لشدة جمالها لا تأتى شجرة إلا وتأكل من ثمارها ، وتتمتع بجمالها ، وتجلس في ظلها ، وبينما أنت تمشي بينها وتسير تحت أغصانها ، إذا بك أمام شجرةٍ كثيراً ما سمعتَ عنها في الدنيا ، فاشتد شوقك لها إنها شجرة طوبى ، وهي شجرة في الجنة ، تشبه شجرة بالشام تُدعى الجوزة، تَنْبُتُ على ساق واحد وينفرش أعلاها ، عظم أصلها لو ارتحلت جذعة من الإبل ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما ولو يسير الراكب في ظلها مائة عام لم يقطعها . بطحاؤها ياقوت أحمر، وزمرد أخضر، وترابها مسك أبيض ووحلها عنبر أشهب ، وكثبانها كافور أصفر، وبسرها زمرد أخضر ، وثمرها حلل صفر ، وسقيها وصمغها زنجبيل وعسل وعبقها زعفران مبهج ، وورقها برود أخضر، وزهرها رياض صفر، وأقتابها سندس وإستبرق ، وحشيشها زعفران والألنجوج يتأجج من غير وقود ، يتفجر من أصلها أنهار السلسبيل والمعين والرحيق وظلها مجالس أهل الجنة ، مكان يألفونه ، ومتحدث يجمعهم .
ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ، وما من أحد يدخل الجنة إلا انْطُلِقَ به إلى طوبى ، فتَفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء : إن شاء أبيض ، وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر ، وإن شاء أصفر وإن شاء أسود ، مثل شقائق النعمان ، وأرق وأحسن .
سدرة المنتهى ______
وكذلك سدرة المنتهى ، وهي شجرة في الجنة ، فيها ألوان لا ندري ما هي وفيها حبايل اللؤلؤ ، ترابها المسك ، نبقها مثل الجرار ، ومثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة ، يغشاها من أمر الله ما يغشاها ، فتتحول إلى ياقوت أو زمرد أو نحو ذلك ، يخرج من ساقها نهران ظاهران ، ونهران باطنان الباطنان في الجنة ، والظاهران النيل والفرات .
* * * * * *
آيات قرآنية كريمة مضافة للموضوع من المصحف الرقمي
قال تعالى
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ }الرعد29
{ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } النجم 14
{ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } النجم 15
{ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } النجم 16
المرحلة الحادية عشر
أما تشتاق يا عبد الله ؟
أما تشتاقين يا أمة الله ؟
صـفــــة الـجـنـــــة _________
فالجنة - وربِّ الكعبة - نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام أبد في حبرة ونضرة ، في دور عالية سليمة بهية بناؤها لبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران ، من دخلها ينعم لا يبأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه .
* * * * *
وهي دار غرسها الله بيده ، وجعلها مقرا لأحبابه ، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ، ووصف نعيمها بالفوز العظيم ، وملكها بالملك الكبير ، وأودعها جميع الخير بحذافيره ، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص .
* * * * *
فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر . وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب وإن سألت عن أشجارها فما فيها من شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة ، لا من الحطب والخشب وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ، ألين من الزبد ، وأحلى من العسل وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل .
* * * * *
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة ، في صفاء القوارير وإن سألت عن سعة أبوابها فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام .
* * * * *
وإن سألت عن تصفيق الرياح لأشجارها فإنها تنعم بالطرب لمن يسمعها وإن سألت عن ظلها ففي ظل الشجرة الواحدة يسير الراكب المجد السريع مائة عام لا يقطعها وإن سألت عن سعتها فأدنى أهلها يسير في ملكه وسرره وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام وإن سألت عن خيامها وقبابها فالخيمة الواحدة من درة مجوفة ، طولها ستون ميلا وإن سألت عن علاليها وجوسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية ، تجري من تحتها الأنهار وإن سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق ، الذي لا تكاد تناله الأبصار .
* * * * *
وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب وإن سألت عن فرشها فبطائنها من إستبرق، مفروشة في أعلى الرتب وإن سألت عن أرائكها فهي الأسرة عليها البشخانات ، مزررة بأزرار الذهب وإن سألت عن وجوه أهلها وحسنهم فعلى صورة القمر وإن سألت عن أعمارهم فأبناء ثلاث وثلاثين ، على صورة آدم عليه السلام وإن سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين
وأحلى منه سماع الملائكة والنبيين وأحلى منهما خطاب رب العالمين
وإن سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها فنجائب مما شاء الله، تسير بهم حيث شاءوا وإن سألت عن حليهم وشارتهم فأساور الذهب واللؤلؤ ، وعلى رؤوسهم ملابس التيجان وإن سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون ، كأنهم لؤلؤ مكنون .
* * * * *
أرضها بيضاء ، وتربتها درمكة بيضاء ، مسك خالص ، عرصتها صخور الكافور وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل ، فيها أنهار مطردة فيجتمع فيها أهلها أدناهم وآخرهم ، فيتعارفون فيبعث الله ريح الرحمة فتهيج عليهم ريح المسك ، وإنها لتُشم من مسيرة مائة عام فترجع يا أخي إلى زوجتك وقد ازددتَ حسنا وطيبا فتقول لك : لقد خرجتَ من عندي وأنا بك معجبة ، وأنا بك الآن أشد إعجابا .
* * * * *
وبينما المؤمنون ذات يوم يتحدثون في ظل شجرة طوبى إذ جاءتهم الملائكة بنجائب مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وحسنا ، وبرها خز أحمر ، وعبقري أبيض ، مختلطان الحمرة بالبياض ، والبياض بالحمرة ، لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنا وبهاء ذللا من غير محنة ، نجب من غير رياضة ، رحالها من الياقوت الأخضر ملبسة بالعبقري والأرجوان ، ولجمها ذهب ، وكسوتها سندس وإستبرق ، فأناخوا إليهم تلك الرواحل وحيوهم بالسلام من عند الرب السلام ، وقالوا لهم : أجيبوا ربكم جل جلاله ، فإنه يستزيركم فزوروه وليسلم عليكم وتسلموا عليه ، وينظر إليكم وتنظروا إليه ، ويكلمكم وتكلموه ، ويحييكم وتحيوه ويزيدكم من فضله ، فإنه ذو الرحمة الواسعة ، وذو فضل عظيم .
* * * * *
فينظرون إليه وينظر إليهم ، لا يضارون في رؤيته ، فيأخذ ربُّنا عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح وجوه المؤمنين بها ، وما تخطئ وجه أحدهم منها قطرة ، فتدع وجوههم مثل الريطة البيضاء ، فيطلعون على حوض الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما يبسط واحدمنهم يده إلا وضع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى وتُحبس الشمس والقمر ، ولايرون منهما واحدا ، فيبصرون بمثل بصرهم في الدنيا وذلك قبل طلوع الشمس ، في يوم أشرقت الأرض .
|
|
زائر زائر
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة (الجزء الخامس) الأحد 25 يناير 2009, 07:56 | |
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة (الجزء الخامس) الأحد 25 يناير 2009, 08:15 | |
| |
|
فاعلة الخير مشرفة قسم
عدد الرسائل : 513 العمر : 31 العمل/الترفيه : طآلبة ثآنوي تأهيلي ، عآلمة فلكـ ،فآعلة آلخير ، خآدمة آلقرآن، آلتوآقة إلى آلجنة ، المزاج : آلصًمْتْ ،حُسْن آلإنصآط ،مسآعدة آلأخرين، طيبة آلقلب ،حـسآسة ، حنونـًة، طفولـٍيةُ، متأملة في خلق آلله حالتي اليوم : : السٌّمعَة : 9 نقاط : 29133 تاريخ التسجيل : 23/12/2008
| موضوع: رد: رحلة إلى نعيم الجنة (الجزء الخامس) الأحد 25 يناير 2009, 08:38 | |
| | |
|